..وكانوا إذا ضاقوا بالنبي ذرعاً ،فَلَم يستطيعوا أن يهزموا موقفه ،أو يُسقطوا حجته أو يقابلوا دعوته ،تمنوا له الموت ،لتنتهي قصة الصراع معه بموته ،ليخلو لهم الجو لعبادة الأصنام ،وحماية امتيازاتهم وعاداتهم وتقاليدهم التي جاء الإسلام من أجل أن يستبدلها بعادات وتقاليد جديدة ،تنسجم مع مبادىء الإسلام في حياة الناس .
وأنزل الله آياته التي تناقش هذه التمنيات وتحاصرها في الدائرة:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ} فقد خلق الله الناس في آجال محدودة ،لا يملكون الامتداد في الحياة إلى ما هو أبعد منها ،من دون فرق بين الأنبياء وغيرهم ،فليس للمقربين عند الله أي امتياز في هذا الجانب ،إذا كان لك امتياز في النبوة أو غيرها من خلال درجات القرب إليه ،فستموت كما مات من قبلك ،وسيموت من بعدك من هؤلاء وغيرهم ،{أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} ليخططوا ما شاؤوا من الخطط الممتدة في المستقبل بعيداً عنك ،في مواجهة دينك ،لذلك فإن كل هذه التمنيات في انتظار موتك لا تنفعهم في شيء ،فقد يموتون قبلك ،وقد يموتون معك ،ومهما امتدت بهم الحياة بعدك فسيموتون إن عاجلاً أو آجلاً .