{يَكْلَؤُكُم}: يحرسكم ،يحفظكم .
{قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} ومن الذي يتولى حفظكم ورعايتكم من كل ما يمكن أن يأتيكم بالليل والنهار من أهوال الدنيا وبلائها ؟ولكنهم لا يتوقفون أمام علامات الاستفهام التي تتحدى جمودهم وانحرافهم وعصيانهم ،فلا يلتفتون إلى ما تثيره في حياتهم من قضايا ومواقف للوعي والحذر ،{بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ} فلا يعيشون عظمة الله في وجدانهم ،ولا يفكرون في نتائج انصرافهم عن ذكره في مصيرهم ،فيهربون من واقعهم الفاعل ،إلى الواقع اللاهي العابث دون تحمّل أيِّ مسؤولية أمام ما يواجهونه من مصير .ولكن الذين يعرضون عن الله لا بد أن يفكروا بالحماية التي تنقذهم من عذاب الله ،في ما يملكون من قوة للدفاع ،ولو فكروا لما وجدوا إلى ذلك سبيلاً .وهذا ما أراد القرآن أن يثيره أمامهم زيادة في إثارة شعورهم بالإحباط .