{ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ} .
{ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم} أي يحفظكم{ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} أي من بأسه أن يفجأكم .وتقديم ( الليل ) لما أن الدواهي فيه أكثر وقوعا وأشد وقعا .وفي لفظ{ الرحمن} تنبيه على أنه لا حفظ لهم إلا برحمته ،وتلقين للجواب .وقيل إنه إيماء إلى شدته .كغضب الحليم .وتنديد لهم حيث عذبهم من غلبت رحمته .ودلالة على شدة خبثهم .قال المهايمي:ولا يمنع من ذلك عموم رحمته .إذ بتعذيبكم يعتبر أهل عصركم ومن بعدهم .فيكون لإصلاح أمورهم الموجب لرحمته عليهم ،ولا يغترون في ذلك بعموم رحمته حتى يرجى منعها عن ذلك{ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ} أي لا يخطرونه ببالهم ،فضلا عن أن يخافوا بأسه ،ويعدوا ما هم عليه من الأمن والدعة حفظا وكلاءة ،حتى يسألوا عن الكالئ .