ثم أشار إلى تسليته عليه الصلاة والسلام عن استهزائهم ،في ضمن وعيد لهم ،بقوله تعالى:
{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} .
{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ} أي نزل{ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} أي عذابه وجزاؤه ،على وضع السبب موضع المسبب ،إيذانا بكمال الملابسة بينهما ،أو عين استهزائهم ،إن أريد بذلك العذاب الأخروي ،بناء على تجسم الأعمال .فإن الأعمال الظاهرة في هذه النشأة بصورة عرضية ،تبرز في النشأة الأخرى بصورة جوهرية ،مناسبة لها في الحسن و القبح .أفاده أبو السعود .