{ياأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} فأنتم بشر ممّن خلقت ،ولكم الحق بأن تتمتعوا بطيبات الحياة الدنيا ،كما يتمتع غيركم ،لأن الله لم يحرّمها بحدودها المحلّلة على أحدٍ من خلقه ،فكيف يحرّمها على رسله ،{وَاعْمَلُواْ صَالِحاً} في كل ما أمركم به من التزام بخط الرسالة في أنفسكم ،والدعوة إليه في حركة المسؤولية ،والجهاد في سبيله بأموالكم وأنفسكم ،فذلك هو التجسيد العملي للإيمان بالرسالة ،والرمز المعبر عن شكر النعمة ،{إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ،هذه هي الحقيقة التي لا بد للمؤمن من أن يعيشها في وجدانه ،بحيث يشعر بعمقٍ بالرقابة الإلهية المهيمنة عليه في كل أعماله الخفية والمعلنة ،ليتأكد لديه خط الالتزام وحسّ المسؤولية .