{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} في وحدة الرسالة المتحركة في خط التوحيد والشريعة المنطلقة باتجاه هدف واحد هو إقامة الحياة على كلمة الله ،وتحصيل رضاه بذلك ..وهذا ما يجمع الدعاة إلى الله والأدلاّء عليه ،بعيداً عن العلاقات الشخصية والمنافع الذاتية ،وهو ما يضمّ المؤمنين في دائرة الوحدة ،بعيداً عن الأوضاع العائلية والعرقية والإقليمية ونحو ذلك مما يختلف فيه الناس ويتوحّدون .فلا بد من إقامة الوحدة على هذا الأساس ،بحيث يشكل القاعدة والمنطلق مع مراعاة الوحدات الإنسانية الصغيرة أو الكبيرة في ذات المؤمن ،والجانب العاطفي الذي يربطه فيها ،فالإسلام لا يريد إلغاء العنصر الإنساني الذاتي من أحاسيس الإنسان ومشاعره ،بل كل ما يريده هو أن لا يؤثر على حركة المسؤولية الرسالية في حياته ،{وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} فالقضية التي يجب أن تحكم علاقة الإنسان بربه في خطواته العملية هي قضية التقوى في كل أفعاله وأقواله وعلاقاته ،لأنها هي التجسيد الحقيقي للإحساس بالعبودية المطلقة لله ،فلا معنى لعبد لا يراقب سيّده الذي هو ربّه وخالقه .