من هم الذين يسارعون في الخيرات على مستوى أعمالهم في الدنيا في ما تمثله من مبادىء الخير ،وعلى مستوى مصيرهم في الآخرة ،في ما يمثله من النتائج السعيدة الخيّرة في أجواء النعيم الخالد ؟
{إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ} هؤلاء الذين عاشوا عظمة الله في عقولهم ووجدانهم ،واستشعروا محبته في قلوبهم ،وأشفقوا على أنفسهم من خشيته ،لأن للعظمة بُعداً للحب يدفع للطاعة ،وبعداً آخر يدعو للخوف من المعصية ..وهكذا كان هذا الإشفاق المتحرك من موقع الخوف من الله ،لا يتمثل في الجانب الشعوري من حياتهم فقط ،ليكون مجرد حالةٍ انفعاليةٍ طارئة ،بل يتمثل في الجانب العملي من سلوكهم أيضاً ،بحيث يصبح برنامجاً عملياً للحياة في خطّ القرب من طاعة الله ،والبعد عن معصيته .