{يا أيها الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطانِ} في ما يأمركم به من انحراف عن خطّ الاستقامة ،وفي ما ينهاكم عنه من سير في طريق الله ،{وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} لأنّ كل مبتغاه منع الإنسان عن السير في الخط الذي يؤدي به إلى الجنة ،وإلى رضوان الله ،وذلك بإبعاده عن المعروف وعن الوقوف عند الحدود التي أراد الله لعباده الوقوف عندها وعدم تجاوزها ،{وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً} ،لأن الشيطان يملك من وسائل الإغراء والإغواء ما يدفع الإنسان إلى السقوط تحت تأثيرها ،في ما يحرك به غرائز الإنسان وشهواته ،وفي ما يثير به أطماعه وطموحاته ونوازعه الذاتية المنحرفة .{وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ} بما يفيض عليهم من لطفه ،وبما يفتحه عليهم من أفكار الخير ومشاعر الإيمان ،وبما يدلّهم عليه من سبل الهدى والاستقامة في الحياة{وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} يسمع لمن سأله التزكية ،ويعلم من كان متطلعاً إليها مستعداً لها .