{لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ} .جاء في تفسير القمي أن الصادق ( ع ) قال: هي الحمامات والخانات والأرحية تدخلها بغير إذن ..وهذه البيوت هي الشكل الثاني من المساكن ،وهي أماكن عامة لا يختص بها أحد ،فهي مفتوحة للجميع من المسافرين وغيرهم ،وبذلك يكون بناؤها لهذه الغاية وإيقافها على هذا النحو العام بمثابة إذن للناس في دخولها ووضع أمتعتهم فيها ،تبعاً للحدود التي وضعت لها من قبل الواقفين لها ،وبذلك يكون المراد بأنها غير مسكونة ،أي غير معدّة للسكن الخاص بحسب طبيعتها ..
وربما احتمل البعض أن يكون المراد بها بيوت التجارة والحوانيت التي تشتمل على المتاع الذي يريد الناس شراءه ،فإن للناس أن يدخلوها ليشتروا منها ما يريدون ،لأن وضعها التجاري يمثّل إذناً عاماً للجميع في دخولها من قِبَل أصحابها ،وهو غير ظاهر ..
{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} فهو الذي يطلع على حياة الإنسان الداخلية في ما يسرّه أمام الناس أو يعلنه لهم ،مما يفرض عليه أن يشعر بالرقابة الإلهية الدائمة على حياته الخفية والمعلنة ،لأن ذلك كلهعندهعلى حدٍّ سواء .