{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دابة مِّن ماء} ،فالماء أصل الحياة ترجع إليه كل الموجودات الحيّة بشكل مباشرٍ أو غير مباشرٍ ،دون أن يعني ذلك وحدة الشكل والجوهر ،بل التنوّع في طبيعتها ،وفي أشكالها ،وفي وظيفتها في حركة الحياة ،ما يوحي بعظمة القدرة التي تحقق التنوّع من موقع الوحدة .
{فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَى بَطْنِهِ} وهي الزواحف{وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِى عَلَى رِجْلَيْنِ} كالإنسان والطير{وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} كالبهائم والسباع ،{يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يشاء} لأن مشيئته سرّ الخلق ،فهي مصدر الوحدة والتنوّع ،والحركة والسكون ..{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شئ قَدِيرٌ} فهو الكلّي القدرة الذي لا يعجزه شيء مهما كان حجمه وحقيقته ،لأن إيجاد أيّ شيء ،لا يتوقف على شيء آخر خارج قدرة الله ،فيكفي أن يشاء وجود الشيء كي يوجد وتدبّ فيه الحياة .