{لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ} فهم قد حرموا أنفسهم الكثير مما حرمه الله في الدنيا ،وقد صبروا على مرارة الجهاد في سبيل الله ،طمعاً بما وعدهم الله من رضوانه ،وما أشار به إليهم من نعيمه في جنته .وها هم الآن يصلون إلى الله في مواقع لطفه وحنانه ،فلا جهد ولا مرارة ولا حرمان ،بل هو الراحة والحلاوة والعطاء الإِلهي الذي لا يقف عند حدّ ،فليطلبوا ،فكل شيء في متناول أيديهم ،وليحلموا ،فلن ينتظروا أيّة لحظة في سبيل تحقيق أحلامهم ،وليشتهوا ،فينالوا كل مشتهياتهم ،{خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَّسؤولاً} فقد وعدهم الله ذلك الوعد على مستوى الواقع ،وقد سألوه في مشاعرهم وفي ابتهالاتهم ،وها هو الجواب على تطلعات ذلك السؤال الذي التقت به الدنيا والآخرة .