{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} في صعيد واحد ،في موقع المسؤولية ،حيث يقف المعبودون والعابدون الذين عاشوا الانحراف عن خط التوحيد في ما قدمه هؤلاء من فروض العبادة لأولئك من دون الله ،وما تقبّله أولئك منهم ،أو شجعوهم عليه ،أو طلبوه منهم مما كان يخيّل إليهم من ضخامة شخصيتهم بالمستوى الذي يتحولون به إلى مستوى الآلهة ،أو ما لم يتقبلوه منهم ،من المعبودين الذين لا يرون لأنفسهم أيّ سرٍّ يؤهلهم لذلك ،كالملائكة الذين كان يعبدهم بعض الناس من دون الله{فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هؤُلاَءِ} من خلال ما دعوتموهم إليه ،أو ما زينتموه لهم ،من عبادتكم{أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ} من خلال جهلهم بحقيقة الألوهية ،بما هو التوحيد في الإِله ،أو تجاهلهم لحركة المعرفة في العقل ،ولإِيحاءاتها في الشعور ،ولموقعها في الحياة .
وهذا هو السؤال الذي يريد أن يجسد أمام العابدين لغير الله ،كيف ينظر الذين يعبدونهم من دون الله إلى أنفسهم أمامه ،وكيف يتطلعون إلى هذه العبادة الإشراكية الزائفة .