التّفسير
المحاكمة بين المعبودين وعبدتهم الضالين:
كان الكلام في الآيات السابقة حول مصير كل من المؤمنين والمشركين في القيامة وجزاء هذين الفريقين ،وتواصل هذه الآيات نفس هذا الموضوع بشكل آخر ،فتبيّن السؤال الذي يسأل الله عنه معبودي المشركين في القيامة وجوابهم ،على سبيل التحذير ،فيقول تعالى أولا: واذكر يوم يحشر الله هؤلاء المشركين وما يعبدون من دون الله: ( و يوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله ) .
فيسأل المعبودين: ( فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل ) .
ففي الإجابة: ( قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ) .
فليس فقط أنّنا لم ندعهم إلى أنفسنا ،بل إنّنا كنّا نعترف بولايتك وربوبيتك ،ولم نقبل غيرك معبوداً لنا ولغيرنا .
وكان سبب انحراف أولئك هو: أنّ الله تعالى رزقهم الكثير من مواهب الدنيا و نعيمها فتمتعوا هم وآباءهم وبدلا من شكر الله تعالى غرقوا في هذه الملذات ونسوا ذكر الله: ( ولكن متعتهم وآباءَهم حتى نسوا الذكر ) ولهذا هلكوا واندثروا ( وكانوا قوماً بوراً ) .