{وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً} فقد كان لكل أهل قريةٍ نبيٌّ يبلغهم رسالات الله ،ولكن المسألة ليست تعدد الأنبياء والمنذرين ،لأن العدد ليس هو الأساس ،بل المسألة هي قيام النبي برسالته في امتداد الساحات التي تمثل خط المسؤولية لديه ،فيما يقوم به من إبلاغٍ وإنذارٍ ،وفي إبلاغها وإنذار الناس بعذاب الله لمن يجحد ويكفر ،واستعداد الناس للاستماع إليه ،والتجاوب معه ،والسير في الطريق المستقيم الذي يهديهم إليه ،ولذلك أرسلناكيا محمدإلى القرى كلها ،وإلى العالمين كلهم ..لأنك النبيّ الذي يستطيع الاضطلاع بالمهمة الكبرى في إيصال الرسالة إلى كل قلب ،وفي إدخال القرآن إلى كل أذن ،قد اطلع على امتداد فكرك وروحك وحركتك بما يشمل الحياة كلها ويحتوي الرسالة كلها بطريق مباشرٍ أو غير مباشر .