{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} لمن أراد أن يهتدي ويتعرف الحقيقة من مصادرها اليقينية ،لأنها تشتمل على كل عناصر الإِقناع بحقائق العقيدة التي جاء بها الرسول ،ولكن هؤلاء الذين يواجهون هذه الآية الواضحة لا يريدون أن يقرأوا فيها حقائق الإيمان ،انطلاقاً من نوازعهم الذاتية المنحرفة المتمردة على الحقيقة في مواقع العقيدة{وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ} لأن الأكثرية تبقىفي الغالبخاضعة للأجواء الانفعالية التي تجعلهم يتأثرون بالضوضاء التي يثيرها قادة الكفر والضلال الذين يتعاملون مع نقاط الضعف الشعورية والفكرية الكامنة في أعماق الجماهير ،في عملية إثارة وتضليل .وتبقى الأقلية التي تعيش مسؤولية الحق والإيمان بكل هدوء الفكر وصفاء الوجدان ورهافة الشعور ،لتلتقي به في العمق الهادىء المتّزن من الفكر ،فترتبط به من قاعدة الجدّية في مواجهة نتائج المسؤولية في حسابها الدقيق أمام الله .