{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً} الإشارة إلى الإنبات ، أي إن في ذلك لآية ، أي لعلامة تدل على قدرة القادر ، ونراها كل يوم في حياتنا الخاصة والعامة ، وهي حولنا تنبئنا بالعليم الخبير ، القادر على كل شيء ، فحولنا النخيل والأعناب ، وحولنا الحب المتراكب ، والزروع والحشائش التي تأكل منها أنعامنا ، وتدر علينا الدر الوفير ، ولكن مع هذه الآية الباهرة والدلائل القاهرة أكثرهم لا يؤمنون ، ولذا قال تعالى:{ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ} ( كان ) هي الدالة على الاستمرار ، أي وقد استمر أكثرهم غير مؤمنين ، لأنهم لم تدرك ، عقولهم ، ولم يتدبروا ولم يتفكروا .