{وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ} هناك حيث ينطلق الصوت الغيبيّ الذي يؤذن بالقيامة التي يقف فيها الناس للحساب ليواجهوا نتائج أعمالهم ،فيفزع الكافرون والخاطئون ويرتجف الخلق كلهم من خلال عظمة المسؤولية بين يدي الله ،{إِلاَّ مَن شَآءَ اللَّهُ} من عباده الذين أودع السكينة في قلوبهم ،من خلال ما عاشوه من الصفاء الروحي للإيمان في وجدانهم ومشاعرهم الروحية ،ممن اختارهم الله لرسالته ،ولرحمته ورضاه{وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} خاشعين خاضعين لله في حالٍ من الذلة والصغار الذي يحس به العبد عندما يسعى إلى لقاء مولاه ،في معنى العبودية التي يعيش فيها الانسحاق أمام الله ،ولكنه ينطلق بالحرية أمام الكون كله ،على أساس الفكرة الإيمانية التي تؤكد أن الإنسان يكون حراً في نفسه ومع الناس بمقدار ما يكون عبداً لله .