قوله تعالى:{ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض ...} [ النمل: 87] .
قاله هنا بلفظ"فَزَعَ "وفي الزمر بلفظ"صَعِقَ "موافقة هنا لما بعده ،وهو{وهم من فزع يومئذ آمنون} [ النمل: 89] وفي الزمر لما قبله ،وهو{إنك ميّت} [ الزمر: 30] إذ معنى الصّعْقِ: الموت ،وعبّر فيهما بالماضي ،دون المضارع مع أنه أنسب ،للإشعار بتحقق الفزع والصعق ووقوعهما ،إذِ الماضي أدلّ على ذلك من المضارع .
قوله تعالى:{وكلٌّأتَوه داخرين}({[476]} ) [ النمل: 87] .
إن قلتَ: كيف قال"داخرين "أي صاغرين أذلاّء بعد البعث ،مع أن"النبيّين ،والصدّيقين ،والشهداء ،والصالحين "يأتون معزّزين({[477]} ) مكرّمين ؟ !
قلتُ: المراد صَغَار العبودية والرّق وذلُّهما ،لا ذلّ المعاصي والذنوب ،وذلك يعمّ الخلق كلهم ،كما في قوله تعالى:{إن كل من السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا} [ مريم: 93] .