{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آياتِنَا} أي حتى يقيم عليها الحجة بإرسال الرسول في عاصمة القرى التي يرجع الناس إليها في أمورهم ،وينطلقون منها في انتماءاتهم العقيدية ،وخطوطهم العملية ،باعتبارها ملتقى الأفكار ،وقاعدة القيادات ،وبهذا كانت الدعوة التي يقوم بها الرسول ،منطلق تأمّلٍ وحركة حوارٍ ،وقاعدة حجّةٍ ،حتى لا يبقى لأحدٍ عذرٌ في كفر أو ضلال .
{وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} بما يأخذون من أسباب الكفر ويتحركون من أوضاع الضلال ،فيظلمون أنفسهم لما يعرّضونها له من الانحراف عن خط الاستقامة ومن العذاب في يوم القيامة ،فتكون الحجة من الله عليهم ،ولا تكون لهم حجّةً على الله .