{وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا} فهي مجرد حاجةٍ طارئةٍ تعيش مع الناس برهةً من الزمن ،في ما يستمتعون به منها من شهوات ،وما يتزينون به من زينةٍ ،ثم تتبخر الشهوات مع الموت ،فتموت ،وتزول الزينة ،مع كل غبار العمر ورياح الفناء .{وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} لأنه النعيم الخالد في جنة الرضوان وفي رحمة الله ورضوانه ،فليس هناك موتٌ يفني النعمة ،وليست هناك طوارىء تزيل الزينة وتفسدها ،{أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} لتفكروا كيف تختارون مواقعكم في ما تختارونه من مواقفكم ،وكيف تميِّزون بين ما تبقى تبعته وتزول لذته ،وبين ما يفنى تعبه وعناؤه ويبقى أجره وثوابه ؟!وليست المسألة هي أن تتركوا طيبات الحياة كأساسٍ للقرب عند الله ،ولكن المسألة هي أن لا تتركوا الإيمان في فكره وحركته ،لتأخذوا بالشهوات وتفضلوها عليه على أساس النظرة الحسية التي ترتبط بالأشياء بشكل مباشر من خلال السطح ،بدلاً من النظرة المعنوية الرسالية التي تنفذ إلى عمق الأمور ،فتنفتح على الخير كله في رحاب الله .