وإذا كانت الأقلِّية هي التي تلتزم الحق في الإيمانغالباًفإن المعنى الكامن في ذلك أن الأكثرية لا تمثل المقياس الدقيق للحقيقة{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينَ الْقِيِّمِ} البليغ الاستقامة ،الذي لا عوج فيه ،لأنه يبدأ من توحيد الله ليستمر ،فيستقيم في خط الله على هدى وحيه وشريعته ،ما يجعل من الانتماء إليه ،والالتزام به ،وإقامة الذات في كل تطلعاتها وخطواتها في اتجاهه ،القاعدة الصلبة التي تنطلق منها سلامة المصير .فذلك هو وحده الفرصة الوحيدة والطريق الوحيد للخلاص ،{مِن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ} لأن إرادة الله قضت بأن يحشر الناس إليه في يوم القيامة ،فلا يستطيع أحد أن يردّه ،لأنهسبحانهلا يريد أن يردّه من جهته ،{يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} فيصابون بالتصدع والتمزق والتفرّق ،فيذهب كل واحد إلى حيث أراد الله أن يذهب في خط مصيره ،فلا يبقى لهم من مجتمعهم الذي كانوا يجتمعون فيه ويلتقون على قضاياه ،شيء ،لأن كل واحدٍ منهم سوف يهتم بمصيره ،ليواجه مشاكل العذاب ومواقف الحساب .