ففي الآية التالية يوجه القرآن الخطابللنبيّ الأكرم( صلى الله عليه وآله ) قائلاً: ( فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدّعون ){[3230]} أي يتفرقون «فريق في الجنّة وفريق في السعير » .
ووصف الدين بأنه «قيّم » مع ملاحظة أن «القيّم معناه الثابت والقائم » هو إشارة إلى أن هذا التوجه المستمر «أو الإقامة » هي للدين ..أي لأنّ الإسلام دين ثابت ومستقيم وذو نظام قائم في الحياة المادية والمعنوية للناس ،فلا تمل عنه أبداً ،بل أقم وجهك للدين القيم !
وإنّما وجه الخطاب للنبيّ( صلى الله عليه وآله ) ليعرف الآخرون واجبهم ووظيفتهم أيضاً .
والتعبير ب «يصدعون » من مادة «صدع » معناه في الأصل: كسر الإناء ،ثمّ انتقل بالتدريج إلى أي نوع من أنواع التفرق والتشتت .وهنا إشارة إلى انفصال صفوف أهل الجنان عن صفوف أهل النيران ،وكل من هذه الصفوف يتفرق إلى عدة صفوف ،وذلك لسلسلة المراتب في الجنان ،ودركات النيران «والعياذ بالله » .
/خ45