{خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ} في ما يمثله ذلك من قدرةٍ في هذا التماسك الذي يمنحها الثبات في مواقعها في فضاء الفراغ من دون ركائز وأعمدةٍ ،في ما اعتاده الناس من حاجة البناء العلويّ إلى أعمدة في أعماق الأرض الثابتة ،فكيف حدث هذا ،هل هناك غير القدرة الإلهية التي تخلق القوانين الكونية الحاكمة على النظام الكوني في قانون الجاذبية وغيره ؟
ويمكن أن يكون قوله: «ترونها » قيداً توضيحياً لتأكيد المعنى ،على أساس نفي وجود الأعمدة من موقع عدم رؤيتهم لها ،ويمكن أن يكون قوله قيداً احترازياً لنفي الأعمدة المرئية في مقابل الأعمدة غير المرئية ،والأول أظهر .
خلق الجبال في الأرض
{وَأَلْقَى فِي الاَْرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} وهي الجبال التي قد تشارك في منع الأرض من الاهتزاز ،{وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ} مما خلقه الله من الحيوان الذي يختلف حاله بين من يمشي على رجلين ،وبين من يمشي على أربع ،ومن يمشي على بطنه ،لتتحرك الحياة على الأرض فتمنحها الحيوية والحركة ،{وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً} يمنح الأرض والإنسان والنبات الحياة ،{فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} وهو ما يتمثل في قانون الزوجيّة في النبات الذي يختزن العطاء والمنافع التي يقدمها للإنسان وللحيوان .