{فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} في ما أعده الله لهم من ثوابه في جنته ومن لطفه في رحمته ،مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ،فترتاح له نفوسهم ،وتقرُّ به عيونهم ،وينطلقون من خلاله إلى كل آفاق السعادة الدائمة{جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} في الدنيا من طاعة الله في أوامره ونواهيه ،فإن الله لايضيع أجر من أحسن عملاً .
وذلك هو أساس القيمة عند الله ،في ما يتفاضل به الناس لديه ،ويتقربون إلى مواقع رضاه ،وهو العمل المرتكز على قاعدة الإيمان ،لأنه ليس بين الله وبين أحدٍ من خلقه قرابة أو علاقة إلا بالعمل ،حتى الأنبياء ،فإنهم كانوا قريبين إلى الله من ناحية إيمانهم وعملهم ،لا من ناحية شخصيتهم الذاتية .وهذا هو الذي أراد الله أن يقرّره في الآيات التالية في الخط الفاصل بين المؤمنين والفاسقين .