{أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ} عند الله ،وفي وعي المؤمنين الملتزمين ،لأن الاتفاق في الصفات الذاتية في العلم والقدرة والجمال والمال والجاه ونحوها لا يعني الاتفاق في القيمة في ما هو التقييم العملي الإنساني في الشخصية ،لأن حركية الإنسان هي سرّ معناه ،في ما توحي به من عمق الإيمان ،ومن امتداده في حياته وانقياده لربه ،فلا يستوي المؤمن الملتزم الذي عاش التزامه في إيمانه وعاش إيمانه في حركة مسؤوليته ،والفاسق الخارج عن خط الالتزام بالله ورسله وشريعته في ما هو وعي الإيمان ،وفي ما هي حركة العمل .وهذا هو ما يجب أن يعيشه الخط الإسلامي العملي في عملية التقييم ،ليكون الأكثر إيماناً وعملاً ،هو الأقرب إلى الروح والعقل والشعور ،والأفضل في درجات الاحترام .
وليس معنى ذلك أن لا يكون للعمل قيمته في مقام التفاضل ،أو للصفات الأخرى موقعٌ في ساحة التقدير ،فقد أكد الله عدم استواء الذين يعلمون والذين لا يعلمون ،ولكن المسألة هي في تفاعل العلم مع الإيمان والمسؤولية ،وحركة الصفات الذاتية الأخرى في نطاق الصفات الإيمانية والعملية .