فُرع بالفاء على ما تقدم من الآيات من الوعد للمؤمنين والوعيد للكافرين استفهام بالهمزة مستعمل في إنكار المساواة بين المؤمن والكافر ،وهو إنكار بتنزيل السامع منزلة المتعجب من البَون بين جزاء الفريقين في ذلك اليوم فكانَ الإنكار موجهاً إلى ذلك التعجب في معنى الاستئناف البياني .والكاف للتشبيه في الجزاء .
وجملة{ لا يستوون} عطف بيان للمقصود من الاستفهام .
والفاسق هنا هو: مَن ليس بمؤمن بقرينة قوله بعده{ وقيل لهم ذُوقُوا عذابَ النار الذي كنتم به تكذبون} .فالمراد: الفسق عن الإيمان الذي هو الشرك وهو إطلاق كثير في القرآن .ثم أكد كِلا الجزاءين بذكر مرادف لمدلوله مع زيادة فائدة ،فجملةُ{ فلهم جنات المأوى} إلى آخرها مؤكدة لمضمون جملة{ فلا تعلم نفس ما أخْفِي لهم}[ السجدة: 17] إلى آخرها .
وجملة{ فمأواهم النار} إلى آخرها مؤكدة لمضمون جملة{ فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إلى بما كنتم تعملون}[ السجدة: 14] .
و{ مَن} الموصولة في الموضعين عامة بقرينة التفصيل بالجمع في قوله{ أمَّا الذينَ آمنوا} الخ .و{ أما الذين فسقوا} .فليست الآية نازلة في معيَّن كما قيل .