{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} فلم تكن النبوّة امتيازاً ذاتياً يمنحه الله لبعض الناس من خلال التشريف الشخصي ،بل هو عهد بينهم وبين الله بأن يتحملوا مسؤولية الدعوة إليه ،ويخلصوا في التزامهم بالمسؤوليات التفصيلية في ما يستلزمه ذلك من عذابٍ واضطهادٍ وآلامٍ ومشاكل وصبرٍ على ذلك كله ،وانفتاحٍ على الناس من الباب الواسع من خلال الكلمة الطيبة والأسلوب الطيب والموعظة الحسنة .
وقد خص الله نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً عليهم السلام ،لأنهم يتميزون في رسالاتهم بالشمول الذي لا يملكه الآخرون ،كما يملكون الامتداد الزمني في امتداد الرسالة إلى آمادٍ بعيدة{وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقًا غَلِيظاً} فهو من نوع المواثيق القوية المؤكدة التي تحتاج إلى كثير من الجهد والرعاية والعناية بالالتزام الفكري والعملي ،للوصول إلى النتائج الكبيرة في هذا الخط الطويل .