{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ( 7 ) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا8} [ 7-8] .
في هاتين الآيتين:
1-تذكير على سبيل التقرير بأن الله قد أخذ من الأنبياء وبخاصة من النبي نفسه ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ميثاقا قويا مؤكدا على حمل رسالته وتبلغيها للناس .
2- وتقرير بأن الله تعالى سوف يسأل الذين صدقوا في التبليغ ويستشهدهم على أممهم ،وبأنه أعد للذين كفروا برسالات أنبيائه ولم يصدقوا عذابا أليما .
ولم نطلع على رواية في مناسبة الآيتين ،ولا على تعليل لوضعهما في مكانهما ؛لأنهما يبدوان وحدة مستقلة لا علاقة لها بما سبق وبما هو آت .
وقد تبادر لنا مع ذلك أن يكون فيهما معنى التعقيب على الآيات السابقة جميعها بدءا من مطلع السورة الذي احتوى تثبيتا للنبي وأمرا له بتقوى الله وعدم إطاعة الكفار والمنافقين واتباع وحيه والاعتماد عليه وحده .فالله في تحميله إياه رسالته قد أخذ عليه عهدا بالقيام بالمهمة قياما تاما لا تساهل فيه ولا هوادة ودون تأثر بأي اعتبار كما أخذ مثل ذلك من الأنبياء السابقين ،وعليه أن يقوم بها وأن يعرف أنه مسؤول عنها يوم القيامة .
واختصاص النبي ونوحا وإبراهيم وموسى وعيسى بالذكر قد تكرر في القرآن .وقد علقنا على ذلك في سياق تفسير سورة الشورى بما يغني عن التكرار .