{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} من كل ما يهمّه ويحزنه ويخيفه من خلال لطفه به ومحبته له ورحمته له ،وكيف لا يكفي الله رسوله من ذلك في مواقع الضعف التي تريد أن تهزم موقفه القوي في سبيل الله ؟!{وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ} من أصنامهم التي اعتبروها آلهةً من دون الله ،أو من مراكز القوى التي كانت تملك المال والقوّة والسلطان .
{وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} لأن مسألة الضلال الخاضعة لكل الأسباب الحتمية ،التي ترتبط بها ارتباط العلة بالمعلول ،لا يمكن أن تنفصل عن ذاتها تحت تأثير أيّ شخص آخر ،ما دام قانون السببية الذي أودعه الله في عمق الأشياء ،يفرض نفسه على الكون في ما يعبّر عنه من إرادة الله ...وتلك هي القاعدة في مسألة الضلال التي تجتذب القاعدة الأخرى في مسألة الهدى .