{وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً منّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} فليس لأحد أن ينازعني فيه ،وليس لأحد أن يمنع عني حرية التصرف في شأنه ،أو أن يحاسبني على ما أفعله فيه ،وهكذا يستغرقه الشعور بالنعمة حتى ينكر البعث فيقول:{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَآئِمَةً} ويعيش مع طول الأمل والوهم الكبير الذي ينسيه الآخرة ،{وَلَئِن رُّجِّعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى} أي الثواب الحسن ،أو العاقبة الحسنة ،لأن عطاء الله ونعمته يدلان على أن لي عنده الموقع الكبير .فلا يتصور النعمة التي تلفه صادرة عن الله من موقع الرحمة التي يشمل بها عباده ليبتليهم بها ،كما يبتليهم بالحرمان ،كي يفكروا بالشكر وبالمسؤولية في ذلك كله ..
{فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ} فهذا هو الموقع الذي ينتظرونه يوم القيامة .