{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} لينطلقوا في السير عليه والتماس نتائجه في قضية مصيرهم ،من خلال ما يملكه هؤلاء من مواقع القوّة في دائرة الألوهية ،كشركاء لله في ذلك ،ومن أين جاءت هذه الشراكة ؟وما هي قاعدة القوّة التي يرتكزون عليها ؟وهل هناك إلا الباطل الذي لا يرتكز على أيّ أساس ؟وكيف يتحركون في مواقع هذا الدين الذي شرّعه من لا يملكون حق التشريع ..لأن الله هو مالك حق التشريع وحده ،كما هو المالك لهم جميعاً ،فلا بد من أن يأذن لعباده ،في كل ما يريدون أن يفعلوه أو يتركوه أو يتبنوه ،كمنهج عملي في الحياة ؟
العذاب للظالمين
{وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ} التي سبقت من الله في ما قدّره لهم من الآجال المحدودة ،وفي ما أخّرهم إليه من الموقف الحاسم ،{لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} بالحق ،عبر ما يصدره عليهم من أحكام وما ينفذه فيهم من عذاب دنيوي قبل الآخروي ،ولكنهم لا يُعجزون الله ولا يفوتونه ..
{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} توعَّد الله به الظالمين الذين ظلموا أنفسهم ،وتمرّدوا على ربهم ،وظلموا الحياة كلها من حولهم ،بالكفر والعدوان .