{وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} على أساس العدل الذي يقوم على المعاملة بالمثل ،فلا يزيد حجم العقاب على حجم الجريمة ،فذلك هو المقدار المسموح به ..{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} فتنازل عن حقه من موقع القدرة على أخذه ،انطلاقاً من روحية التسامح في شخصيته ،وترفّعاً عن الانتقام لنفسه ،وتقرّباً إلى الله بذلك ،وأصلح أمره فيما بينه وبين ربّه في ما يقصده من الانسجام مع خطّ الإصلاح المنفتح على خط الاستقامة في السلوك ،فإن الله يعامله بالحسنى ويعطيه أجر الصابرين العافين عن الناس ،وهو أجر عظيمٌ في حساب الله .
{إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق ،ولذلك أباح للمظلومين الانتصار عليهم ،وأوجب ذلك عليهم أحياناً ،لكنه لم يرخّص لهم أن يأخذوا أكثر من حقّهم ،لأنهم يتحوّلون بذلك إلى ظالمين في تلك الزيادة