{وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ} ..ويبقى الحديث عن الذين سلكوا طريق الضلال ،بعد أن فتح الله لهم أبواب الهدى ،فلم يدخلوها ،فأضلّهم الله ،بأن أسلمهم لما اختاروه من الضلالة عندما التزموا بولاية غيره ،وبعبادة الآلهة التي يزعمونها ..ورفع عنهم ولايته فضلّوا سواء الطريق وواجهوا الحقيقة التي تفرض سقوط ولآية كل شخصٍ غير الله ،في النصرة والرعاية ،ووقفوا وجهاً لوجه أمام المصير الأسود في عذاب جهنم{وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ} الذي ينتظرهم ليعيشوا الخلود معه{يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ} في تساؤلٍ مريرٍ يحاول أن ينفذ إلى بعض الثغرات التي تفتح لهم مجالاً للهروب ..وربما كان هذا التساؤل منطلقاً من حالتهم النفسية الضاغطة ،التي تطلب بعض التنفيس عن الضغط الداخلي ،في ما يشبه التمنيات المستحيلة ،وهنا يبرز مشهد هؤلاء الذليل في رعبهم وفزعهم وانسحاقهم وحيرتهم أمام المصير المحتوم