{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} لأن ذلك ارتفاع بالموقف عن النوازع الذاتية التي تحركها العوامل الغريزية ،عندما يقف الإنسان ليواجه الضغط النفسي القاسي المشبع بالألم وبطلب السيطرة على النفس ،فينتصر عليها بقوّة الإرادة الواعية ،وموقف الفكر القويّ .
وهذا ما يريد القرآن أن يعمّقه في وعي الفكر الأخلاقي في اعتبار الصبر قيمةً أخلاقيةً تتصل بالعزم والإِرادة القويّة ..ما يوحي بالمعنى الإيجابي للحياة الإنسانية لا بالمعنى السلبي ،الأمر الذي يجعل الدعوة إلى الالتزام به ،التزاماً بالجانب القويّ من حركة الإنسان في الحياة .