/م36
المفردات:
صبر: سكت وحبس نفسه عن الانتصار لنفسه .
لمن عزم الأمور: لمن الأمور المعزومة ،أي: المؤكدة ،والمراد: أنها من الأمور المطلوبة شرعا .
التفسير:
43-{ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} .
تأتي هذه الآية في ختام صفات المؤمنين ،محرضة على الصبر والعفو التسامح ،مبينة أن الصبر والمغفرة من عزم الأمور ،أي من الأمور الأساسية في هذا الدين ،وهذه الآية تتكامل مع ما قبلها ،فالأساس هو صبر المؤمن وعفوه عن إخوانه وتواضعه ،وتفويضه الأمر لله واحتساب ثوابه عند الله ،وقوله:{حسبنا الله ونعم الوكيل} .( آل عمران: 173 ) .
أو قوله تعالى:{وأفوّض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد} .( غافر: 44 ) .
ويجوز الدعاء على الظالم بمثل هذه الآيات انتصافا للحق ،وتفويضا للأمر على الله ليأخذ للمظلوم من الظالم ،وعند اعتداء الكافرين على المسلمين أو قيام الظلمة الباغين بالظلم ،فقد شرع الله الانتصاف للمظلومين ،فلا لوم ولا عتاب على من انتصر بعد ظلمه .
/خ43