{وَجَعَلُواْ الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ} وهي صفة يتصف بها الملائكة كما يتصف بها غيرهم من عباده من الجن والإنس ،من دون أن ترتفع بهم خصوصياتهم عن هذا المستوى ،فإن خصوصياتهم قد تجعل لهم بعض الميزة عن غيرهم ،ولكنها تبقى في دائرة التنوع والتفاضل بين عباد الله ،ولا تقترب من خصوصيات الألوهية لتجعل المخلوق قريباً إلى الله بالمعنى النسبي أو ما يشبه ذلك ،كما يتصور هؤلاء الذين دفعتهم خيالاتهم في تصورهم ملائكة أن يجعلوهم{إِنَاثاً} من دون دليلٍ حسّيٍ على ذلك{أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ} حتى يكون حضور خلقهم هناك مبرّراً لادعاء كونهم إناثاً باعتبار إمكانية اطلاعهم الحسيّ على جنسهم في تلك الحال ،{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْألُونَ} في ما يكتبه الله من كلام عباده في ما يعتقدون وفي ما يقولون وفي ما يعملون{وَيُسْألُونَ} عن صحة ما شهدوا به ،ولن يستطيعوا أن يدافعوا عن ذلك ،لأنهم لم يكونوا عند خلق الملائكة ،ولم يملكوا موقعاً خاصاً للمعرفة يميزهم عن الآخرين ،ما يجعل القضية في موقع الإِنكار ،لا في موقع المناقشة .