إن الحياة الدنيا لا تمثل لدى الله موقع القيمة بحيث يكون الحصول عليها دليلاً على المنزلة الكبيرة عنده ،ولهذا فإنه قد يمنحها لأعدائه أكثر مما يمنحها لأوليائه ،وهذا ما يريد القرآن أن يصوّره في هذه الآيات .
{وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} لولا احتمال اجتماع الناس على الكفر طلباً للامتيازات التي قد يحصلون عليها في الدنيا جراءه ،لأن الإنسان يرتبط بالأمور الحسيةعادةًأكثر مما يرتبط بالأمور الروحية المعنوية ،{لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ} أي لجعلنا للكافرين درجات{عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} ليواجهوا الآخرين من موقع هذا الامتياز الواقعي الذي يظهرون به على غيرهم