{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ} بما يشتمل عليه من أفكار تفتح العقل والقلب والروح على ذكر الله ،الذي يتحوّل إلى عنصر إيجابيّ فعّال في إغناء شخصيتك الرسالية التي يزيدها ذكر الله قوّةً وحركيّةً في اتجاه الدعوة والعمل في سبيله ،وفي إغناء شخصية قومك في التزامهم بالخط المستقيم الذي يقودهم إلى الخير ،ويركّز أقدامهم على قاعدة الحق .
وقد ذكر بعضهم أن المراد بالذكر الشرف الذي يذكر به النبي وقومه من بين الأمم ،وهو غير واضح ،لأن القرآن ليس امتيازاً اجتماعياً لقوم النبي يحصلون عليه ،بل هي مسؤوليةٌ فكريةٌ وعمليةٌ في خط الاستقامة على طريق الله ،فهو لا يمثل حالةً شخصيةً أو قومية ،بل حالةً رساليةً ،كما يوحي به قوله تعالى بعد ذلك:{وَسَوْفَ تُسْألُونَ} عن كل ما فيه من تكاليف وتعاليم ترتبط بالمسؤولية التي يتحملها الناس أمام الله في أوامره ونواهيه ،ومفاهيم الحياة المنطلقة من حقائق القرآن .