/م36
المفردات:
وإنه لذكر: وإن القرآن لشرف عظيم .
تسألون: أي: عن قيامكم بما أوجبه القرآن عليكم من التكاليف من أمر ونهي .
التفسير:
44-{وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} .
نزل القرآن بلسان عربي مبين ،وكان شرفا للأمة العربية أن ينزل وحي السماء باللسان العربي ،على رجل عربي منهم ،وقد رباهم القرآن وطهرهم ،وعلمهم ووحدهم ،وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ،وبالقرآن توحدت جزيرة العرب ،وفتحت بلاد الفرس والروم ومصر وشمال أفريقيا وبلاد ما وراء النهر ،وشرقت الدعوة الإسلامية وغربت ،واحتضن الإسلام جميع الأمم التي دخلت في الإسلام ،وكان العلماء والأدباء ،والنحاة والفلاسفة وغيرهم من بلاد أعجمية دخلت في الإسلام ،واعتنقت هذا الدين وقامت بخدمته .
قال صلى الله عليه وسلم: ( ليست العربية لأحدكم بأب ولا أم ،ولكن العربية اللسان ،من تكلم العربية فهو عربي )8 .
وفي معنى هذه الآية قوله تعالى:{لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون} .( الأنبياء: 10 ) .
لقد حفظ القرآن اللغة العربية ،والأمة العربية ،والعرب بالإسلام كل شيء ،وبدون الإسلام لا شيء .
قال تعالى:{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} .( فصلت: 33 ) .