ثم قال:( وإنه لذكر لك ولقومك ) قيل:معناه لشرف لك ولقومك ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد . واختاره ابن جرير ، ولم يحك سواه .
وأورد البغوي هاهنا حديث الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن معاوية قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إن هذا الأمر في قريش لا ينازعهم فيه أحد إلا أكبه الله على وجهه ما أقاموا الدين ". رواه البخاري .
و [ قيل] معناه أنه شرف لهم من حيث إنه أنزل بلغتهم ، فهم أفهم الناس له ، فينبغي أن يكونوا أقوم الناس به وأعملهم بمقتضاه ، وهكذا كان خيارهم وصفوتهم من الخلص من المهاجرين السابقين الأولين ، ومن شابههم وتابعهم .
وقيل:معناه:( وإنه لذكر لك ولقومك ) أي:لتذكير لك ولقومك ، وتخصيصهم بالذكر لا ينفي من سواهم ، كقوله:( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ) [ الأنبياء:10] ، وكقوله:( وأنذر عشيرتك الأقربين ) [ الشعراء:214] .
( وسوف تسألون ) أي:عن هذا القرآن وكيف كنتم في العمل به والاستجابة له .