{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} وذلك لما أنزله الله في سورة مريم وفي غيرها من السور التي تحدثت عن عيسى( ع ) ،فقد كان ذلك مثار جدلٍ متشنّجٍ من قبل قريش ،بسبب المضمون الغيبي الذي يختزنه لجهة خلقه من دون أب ،ولجهة النظرة إليه في عقيدة النصارى ،ولجهة ما أولاه القرآن من تعظيم لشخصيته الرسالية التي تلتقي بشخصية الرسول ،بما يؤكد الصفة الرسالية للنبي محمد( ص ) باعتباره الحلقة الأخيرة من سلسلة النبوّة ..
وهكذا أراد زعماء قريش المعقَّدون من كل المفاهيم الرسالية التي ينزل بها القرآن ،أن يواجهوا الرسالة بالكلمات التي تثير المشاكل ،وتسيء إلى قداسة المضمون الرسالي القرآني سواء تناول فكرة أو شخصاً ،فبدأوا يضجون ويضحكون ليجعلوا من الموضوع موضع سخريةٍ واستهزاءٍ بدلاً من أن يكون مثار تفكير وتأمّل .