/م57
التّفسير
أي الآلهة في جهنم ؟
تتحدث هذه الآيات حول مقام عبودية المسيح( عليه السلام ) ،ونفي مقولة المشركين بألوهيته وألوهية الأصنام ،وهي تكملة للبحوث التي مرت في الآيات السابقة حول دعوة موسى ومحاربته للوثنية الفرعونية ،وتحذير لمشركي عصر النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم )وكل مشركي العالم .
وبالرغم من أنّ الآيات تتحدث بإبهام ،إلاّ أنّ محتواها ليس معقّداً ولا غامضاً للقرائن الموجودة في نفس الآيات ،وآيات القرآن الأُخرى ،رغم التفاسير المختلفة التي ذكرها المفسّرون .
تقول الآية الأولى: ( ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون ){[4225]} .
أىّ مثل كان هذا ؟ومن الذي قاله في حقّ عيسى بن مريم ؟
هذا هو السؤال الذي اختلف المفسّرون في جوابه على أقوال ،إلاّ أنّ الدقّة في الآيات التالية توضح أنّ المثل كان من جانب المشركين ،وضرب فيما يتعلق بالأصنام ،لأنّا نقرأ في الآيات التالية: ( ما ضربوه لك إلاّ جدلاً ) .
بملاحظة هذه الحقيقة ،وما جاء في سبب النّزول ،يتّضح أن المراد من المثل هو ما قاله المشركون استهزاء لدى سماعهم الآية الكريمة: ( إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ){[4226]} ،وكان ما قالوه هو أن عيسى بن مريم قد كان معبوداً ،فينبغي أن يكون في جهنم بحكم هذه الآية ،وأي شيء أفضل من أن نكون نحن وأصنامنا مع عيسى ؟!قالوا ذلك وضحكوا واستهزؤوا وسخروا !