{هَذَا} القرآن الذي يشتمل على العقيدة والشريعة{بَصَائِرُ لِلنَّاسِ} يفتح عقولهم وقلوبهم على المعرفة التي يبصرون بها حقائق الحياة ،ويدلُّهم على الصراط المستقيم ،ويخرجهم من الظلمات إلى النور ،فيعيشون في النور المعنويّ المنطلق من أفق الوحي الحق ،والمعرفة اليقينية ،عندما يتخذونه وسيلةً للإبصار ،{وَهُدًى} يهتدون به إلى سواء السبيل{وَرَحْمَة} في ما يختزنه من إيحاءات الرحمة الإلهية المتدفقة من ينابيع الخير في حياتهم ،{لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} يتحركون في طريق تحصيل اليقين ،فلا يتوقفون أمام الشك ليتجمدوا عنده ،بل يلاحقون كل مواقع المعرفة التي يمكن أن تزيل الحجاب عن الحقيقة .وإذا كانت هذه البصائر تربط مصير الإنسان بعبوديته لله ،فلا بدّ من أن تكون العبودية مقياساً لتقويم أعماله وحركته ،باعتبار أن رضوان الله عن حركة عباده ومصيرهم متعلق بها ،وهذا ما تعبر عنه الآية التالية التي تثير ما يقع فيه الكافرون والفاسقون الذين يعملون السيّئات من خطأ عندما يتصورون أنّ ابتعادهم عن طاعة الله ،لا يترك أيّ تأثير على مستقبلهم في الدنيا والآخرة ،فيمكن أن يكونوا ،هم والمؤمنون المتقون سواء .