{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سواءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} انطلاقاً من الفكرة الخاطئة التي لا ترى في الإيمان والكفر ،والطاعة والمعصية ،أيّ معنًى يثير الاهتمام والتقويم العملي ،ليكون الموقف من ذلك كله موقف اللاّمبالاة ؟
{سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ} لأن مستوى الإنسان لا بد من أن يحدد على ضوء الواقع الداخلي والخارجي الذي يعيش فيه ،فهو عندما يكون منفتحاً على الله خالق الكون كله ،منسجماً مع الخير المنطلق من عمق المعنى الطيّب في الحياة ،موالياً للحق الذي يمثل مضمون الوجود ،في مقابل الواقع النفسي والعملي الذي يعيش فيه عندما يكون منغلقاً عن الله ،منفتحاً على الشيطان ،وخاضعاً للأوثان ،ومتمرداً على التوحيد ،ومنسجماً مع الشر الذي يثقل الروح ،ويعطّل حيويّة الحياة ،ومبتعداً عن الحق ،مقترباً من الباطل ،فكيف نساوي بين هذا الواقع وذاك في الحياة وما بعدها ..إنه الفرق بين الأعمى والبصير وبين الظلمات والنور ،في المضمون الروحي والحركي على صعيد الحياة كلها .