اجترحوا السيئات: اكتسبوا الخطايا والكفر .
مَحياهم: حياتهم .
مَماتهم: موتهم .
لا يمكن أن يكون المحسنُ والمسيء في منزلة واحدة ،ولا يجوز أن نسوّيَ بين الفريقين في الحياة الدنيا ،وفي دار الآخرة .كلا لا يستوون في شيء منهما .كما قال تعالى:{لاَ يستوي أَصْحَابُ النار وَأَصْحَابُ الجنة أَصْحَابُ الجنة هُمُ الفآئزون} [ الحشر: 20] .
فالله سبحانه وتعالى قد أقام هذا الكون بما فيه على نظام ثابت ،وعلى أساس الحق والعدل ،فإذا استوى المؤمن والكافر ينتفي العدل .وهذا محالٌ على الله تعالى .وكذلك قال في آية أخرى:{أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ} [ السجدة: 18] .يتكرّرُ ذكر إقامة هذا الكون على أساس العدل والحق كثيرا في القرآن الكريم ،لأنه أصلٌ من أصول هذه العقيدة .من ثم علينا ألا نأسف عندما نرى أناساً يتقلبون في النعيم ،وهم من الفَجَرة الفسقة ،فإن وراءهم حساباً عسيرا ،فلا نعيمُ الحياة الدنيا دليل على رضا الله ،ولا بؤسُها دليل على غضبه .
قراءات
قرأ حمزة والكسائي وحفص: سواءً محياهم ،بنصب سواء .والباقون: سواءٌ بالرفع .