{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} مما تحصلون عليه في معارك الإسلام المقبلة ،{فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} المغانم بحصولكم عليها في خيبر ،وقد جاء التعبير بها من باب تنزيل المستقبل منزلة الحاضر لقرب وقوعه وتحققه ،إذا كانت الآية قد نزلت مع الآيات السابقة ،أمَّا إذا كانت قد نزلت بعد معركة خيبر فلا إشكال ،{وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ} من أهل مكة ،فلم يقاتلوكم ،ذلك أن النبي عندما قصد خيبر ،همّت بعض القبائل أن تُغِير على أموال المسلمين وعيالهم بالمدينة ،فقذف الله في قلوبهم الرعب .
{وَلِتَكُونَ آيَةً لّلْمُؤْمِنِينَ} إذ في ما يحققه الله من وعده بالغنيمة والفتح والنصر علامة من علامات الإيمان التي تقوّي ثقتهم بالله وبوعده ،{وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُّسْتَقِيماً} في الخط الذي تسيرون عليه ،بالانقياد إلى الله فيه ،والطاعة لأوامر الرسول ونواهيه ،والجهاد في سبيل الله .