/م20
المفردات:
المغانم الكثيرة: ما وعد به المؤمنون إلى يوم القيامة .
فعجل لكم هذه: مغانم خيبر .
وكف أيدي الناس عنكم: أيدي قريش بالصلح ،وأيدي أهل خيبر وحلفائها من بني أسد وغطفان ،وأيدي اليهود عن المدينة ،إذ هموا بعيالكم بعد خروج الرسول صلى الله عليه وسلم منها إلى الحديبية ،بأن قذف في قلوبهم الرعب .
آية: علامة وأمارة .
للمؤمنين: أمارة للمؤمنين في نصرهم ،يعرفون بها صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في وعدهم بفتح خيبر وبالمغانم وغير ذلك ،ومعرفة المؤمنين الذين سيأتون بعد أن كلاءته تعالى ستمنعهم أيضا ما داموا على الجادة .
الصراط المستقيم: الثقة بفضل الله ،والتوكل عليه ،فيما تأتون وتذرون .
التفسير:
20-{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} .
وعد الله المؤمنين إذا استمروا على الجهاد في سبيل الله ،ولإعلاء كلمة الله ،أن يغنموا مغانم كثيرة إلى يوم القيامة ،ومنها ما غنموه في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ،وما غنموه في حياة خلفائه ،وفي تاريخهم في ماضي حياتهم ،وفي مستقبل حياتهم إن شاء الله ،قال تعالى:{إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} .( غافر: 51 ) .
{فعجل لكم هذه ...}
عجل لكم فتح خيبر ،مكافأة عاجلة لما أظهرتم يوم الحديبية من البيعة ،ومن طاعة الرسول في الحرب والسلم .
{وكف أيدي الناس عنكم ...}
كف أيدي أهل مكة عن قتالكم ،ورغبوا في مصالحتكم ،فرجعتم وافرين سالمين ،وكف أيدي اليهود بالمدينة عن نسائكم وصبيانكم ،بإلقاء الرعب في قلوبهم ،وكف أيدي أهل خيبر وحلفائهم من أسد وغطفان عن قتالكم ،وقذف في قلوبهم الرعب ،فنكصوا على أعقابهم ،وولوا هاربين فزعا وخوفا ،كل ذلك لتشكروه ،{ولتكون آية للمؤمنين ...} يعرفون منها صدق رسولهم صلى الله عليه وسلم في جميع ما يعدهم به ،وأن الله حافظهم وناصرهم على جميع الأعداء مع قلة العدد .
{ويهديكم صراطا مستقيما ...}
ويلهمكم الصواب والتوفيق في سلوك الطريق الأمثل ،الواضح القويم ،الذي يوصلكم إلى ما تبتغون في عزة وأمان .