/م20
المفردات:
وأخرى: ومغانم أخرى ،هي مغانم فارس والروم .
أحاط الله بها: أعدها لكم وهي تحت قبضته يظهر عليها من أراد .
التفسير:
21-{وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كل شيء قديرا} .
وغنائم أخرى وعدكم الله إياها ،غير غنائم خيبر ،مثل فتح مكة وحنين والطائف ،وقد غنم المسلمون منها مغانم كثيرة ،وقيل: المقصود غنائم فارس والروم ،لم تقدروا عليها الآن ،لكن الله العلي القدير قد أحاط بها ،ودبر حفظها وتيسير أمرها للمسلمين ،حين يتقدمون لفتح هذه البلاد في عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب ،الذي ارتعدت منه الأكاسرة والقياصرة ،كما قال الشاعر:
يا من رأى عمرا تكسوه بردته *** والزيت أدم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقا *** من بطشه وملوك الروم تخشاه
{وكان الله على كل شيء قديرا} .
حيث دبر سبحانه اقتتال الروم مع الفرس ،وهزيمة الروم أولا ،ثم انتصارهم ثانيا ،ثم تهيئة الفريقين للانهزام أمام المسلمين ،بتدبير الله الذي ينصر من يشاء ،وهو على كل شيء قدير ،إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب ،ثم قال له كن فيكون ،فهو سبحانه كان ولا يزال قادرا مقتدرا ،لا يعجزه شيء .