وفي الآية التالية أعطى الله بشارةً أُخرى للمسلمين إذ قال: ( وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها وكان الله على كلّ شيء قديراً ) .
وهناك كلام بين المفسّرين في أنّ هذا الوعد يشير إلى أية غنيمة ؟وإلى أي نصر ؟!
يرى بعضهم أنّه إشارة إلى فتح مكّة وغنائم حنين .
ويرى آخرون أنّه إشارة إلى الفتوحات والغنائم التي كانت نصيب المسلمين بعد النّبي ( كفتح فارس والروم ومصر ) كما يحتمل أيضاً أنّه إشارة لجميع ما تقدّم ذكره{[4559]} .
عبارة ( لم تقدروا عليها ) إشارة إلى أنّ المسلمين لم يحتملوا قبل ذلك أن يظفروا بمثل هذه الفتوحات والغنائم ،إلاّ أنّه وببركة الإسلام والإمدادات الإلهية نالوا هذه القدرة والقوّة !
واستنبط بعض المفسّرين من هذه الجملة أنّ المسلمين كانوا يتحدّثون عن مثل هذه الفتوحات ،إلاّ أنّهم كانوا يرون أنفسهم غير قادرين وخاصّة أنّنا نقرأ في قصة الأحزاب يوم بشّر النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المسلمين بفتح بلاد فارس والروم واليمن اتخذ المنافقون كلامه هزواً !
وجملة ( قد أحاط الله بها ) إشارة إلى إحاطة قدرة الله على هذه الغنائم أو الفتوحات ،ويرى بعض المفسّرين أنّها إشارة إلى إحاطة علمه ،غير أنّ المعنى الأوّل أكثر انسجاماً مع تعابير الآية الأُخرى ،وبالطبع لا مانع في الجمع بينهما
وأخيراً فإنّ آخر جملة في الآية ( وكان الله على كلّ شيء قديراً ) هي في الحقيقة بمنزلة بيان العلة للجملة السابقة ،وهي إشارة إلى أنّه مع قدرة الله على كلّ شيء فلا عجب أن ينال المسلمون مثل هذه الفتوحات !.
وعلى كلّ حال فإنّ الآية من إخبار القرآن بالمغيّبات والحوادث الآتية ،وقد حدثت هذه الفتوحات في مدة قصيرة وكشفت عن عظمة هذه الآيات بجلاء !
/خ21