{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وملكك ،تتصرف بهم كيف تشاء ،لا يملك أحد غيرك ما تملكه منهم ،فلك أن تعاقبهم على ما جنوه وفعلوه من التمرُّد على طاعتك بعد إقامة الحجّة عليهم من خلال ما بلغه رسلك من رسالتك .
العفو من موقع القدرة
{وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الَّذي لا ينتقص من عزته شيء ،في ما يقوم به النَّاس من معاصي ،وفي ما يقابلهم به من العفو والمغفرة ،لأنَّه العفوّ من موقع العزّة والقدرة ،لا من موقع الذلة والإلجاء كما يفعله النَّاس ،ما يجعل من العفو مظهر قدرة ،كما هو العذاب مظهر قوّة ،وهو في موقع الحكمة من رعايتك لما يصلح عبادك وما يحقق لهم كمالهم .